ما رأيكم إخوتي : الصداقة و الأخوة...وهم أم حقيقة
بالنسبة إلي ما يمكن أن أقوله هو أني
... صرت لا أفهم الناس ،
بل - أعترف أني - صرت لا أفهم حتى نفسي ،
و ساء ظني كثيرا بمن حولي ،
حتى آل الأمر بي إلى أن أتمذهب بمذهب ابن الجوزي و الخطيب البغدادي و أبي حيان التوحيدي و الخطابي و المنفلوطي و غيرهم من العلماء و الأدباء و العظماء في ذم أهل الزمان ،
بل و تفضيل الكلاب على كثير منهم في خلق الوفاء كما هو مذهب ابن المرزبان ،
كنت أؤمن بشيء اسمه الأخوة و الصداقة و الصحبة ،
و كان ظني حسنا بإخوان يشهد الله أنهم كانوا من أحب الناس إلى قلبي ،
منحتهم وقتي و راحتي ، و قبل ذلك ودي ...
مرت الأيام و السنون و إذا بتلك الوجوه غير الوجوه التي أعرفها
إذا مر الواحد منهم مر عليك و كأنه لا يعرفك - و هو الذي كان يقسم أنه سيقف معك في الشدة و الرخاء -
أحسنهم حالا من يسلم عليك سلاما باردا ، و يجاملك بكلمات لا ذوق لها و لا طعم
ذهب الذين إذا رأوني مقبلا ... سروا وقالوا مرحبا بالمقبل
وبقي الذين إذا رأوني مقبلا ... عبسوا وقالوا ليته لم يقبل
أظن أن هذه الألفاظ - الصداقة ، الأخوة...- أشياء وضعت لغير مسمى ، أو لعله أمر كان ثم نسخ ...
أو أن الأمر كما قال بعضهم : إخوان هذا الزمان كمرقة الطباخ في السوق طيب الرائحة لا طعم له
ما رأيكم ، لعل العيب في ...
لا أدري ...
كل ما أعرفه أني مرضت و لا عائد ،
غبت و لا سائل ،
هاتفي لم يرن منذ شهور...
الخلاصة من كنت أظنهم إخوانا إنما هم إخوان أهلا و مرحبا لا أكثر...